الصدفة وحدها هي التي قادت لاكتشاف أكبر سرقة للمياه الصالحة للشرب من طرف أكبر نادي ترفيهي، المتواجد بالطريق الرئيسية رقم 1 الرابطة بين البيضاء والمحمدية بالقرب من دوار الهجالة بجماعة سيدي موسى المجدوب شمال مدينة المحمدية حسب تصريحات بعض السكان ، وذلك حين شرعت أحدى المقاولات في حفر خندق ما بين السور الوقائي للنادي الترفيهي والطريق التي يستعملها السكان ، لتمديد بعض الأسلاك واجتتات بعض الأعشاب البرية ، قبل أن تقتلع الجرافة وبحضور فاعل جمعوي أنبوب مائي، ضهر جليا أنه يمتد أسفل سور النادي ويزوده بالمياه الصالحة للشرب انطلاقا من الأنبوب المرتبط بالعداد المشترك ، وهو ما جعل السكان يتفاجأون بهذا الموقف الذي لم يكن يخطر على بالهم، ولو أن جمعية حياة وبيئة المنتدبة من طرف المكتب الوطني للماء الصالح الشرب لأستخلاص فواتير استهلاك المياه من لدن السكان ، كانت قد دقت ناقوس الخطر بعد ملاحظتها لارتفاع مهول في فواتير الاستهلاك من طرف المكتب، ووجود فارق كبير بين قيمة العداد المشترك والعدادات الفردية الخاصة بالسكان، وهو ما جعل الجمعية تنشر بلاغا للسكان بتاريخ 10 يناير 2019 أي قبل 3 أشهر من اكتشاف الفضيحة ، بعد شعورها بعجز مالي، حددته في الفترة الممتدة من يناير الى مارس في السنة الفارطة ب : 9754 درهم، وبين أبريل ويونيو في مبلغ 14692رهم ، وبين يوليوز وشتنبر في مبلغ 7431.ليصل العجز الاجمالي في تلك السنة لمبلغ يقارب 25 مليون سنتيم ، ووصل حاليا لمبلغ 31 مليون سنتيم، وهو ما جعل الجمعية ومن أجل تبرئة مسؤولياتها تراسل المكتب الوطني للماء الصالح للشرب للقيام مقامها من أجل استخلاص الفواتير لكن طلبهم قوبل بالرفض.
وكانت الجمعية حسب تصريح أحد أعضائها، قد استشعرت منذ أزيد من أربع سنوات وجود ارتفاع مهول في فواتير المكتب الوطني للماء الصالح للشرب ، مما جعل الشكوك تنتابها حول احتمال سرقة بعض السكان للمياه واستعمالها في مجالات أخرى،وفي المقابل كان بعض سكان دوار أولاد الهجالة والخلفية يوجهون اتهامات لأعضاء الجمعية بالنفخ في الفواتير.
من جانب آخر صرح مصدر من النادي المتهم بالسرقة، بأن هذا الأخير لا يستغل المياه الصالحة للشرب كما يتهمه السكان والجمعيات ،لكون الأنبوب مقطوع من الداخل،كما أن النادي يستعين ببئر لسقي الأغراس والنباتات ، وقد تم انتداب مفوض قضائي أنجز معاينة في الموضوع من أجل تبرئة ذمة النادي من السرقة .
لكن الجمعية التي قامت بدورها بانتداب مفوض قضائي من أجل معاينة اختراق أنبوب الماء أسفل جدار النادي ،صرح أحد أعضائها لموقع ” ميديا لايف ” أن الجمعية تتوفر حاليا على فواتير خاصة بالنادي، تكشف بالملموس الفارق الصارخ في أثمنة الاستهلاك قبل وبعد السرقة ،حيت كانت قيمة الأستهلاك للنادي تتجاوز في أول ألأمر أزيد من ثلاثة ملايين سنتيم ، لكنها بقدرة قادر تدنت إلى مستويات لا يقبلها المنطق.
وتجدر الإشارة أن الجمعية قررت رفع شكاية للقضاء معززة حجج وبراهين من أجل الحسم في الموضوع ، كما تعتزم الساكنة تنظيم وقفة احتجاجية يوم الحد المقبل.
اترك تعليقاً