تبت رسميا أن الشخص الذي عثر على جثثه يوم الخميس الماضي وهي ملقاة بجانب السكة الحديدية على مستوى المركب السكني النسيم بالمحمدية مع جهاز ” طابليت ” شبه مهشمة ، لم تكن وراءها شبهة جنائية كما اعتقد أفراد عائلة الضحية في أول الأمر ،بل أنه لقي حتفه بسبب صدمه من طرف القطار، وتم التأكد من ذلك استنادا للتحقيقات التي أجريت من طرف مصلحة الشرطة القضائية بالمحمدية، موازاة مع نتائج التشريح الطبي المنجز من طرف الطبيبة الشرعية بالبيضاء، التي اكتشفت إصابة الضحية، بجرح غائر في الجبهة، وكسر مزدوج في الذراع، وكسر في الحوض، وكسور في إحدى جوانب القفص الصدري وأضرار بليغة في الجهاز الهضمي مع انفجار كليتيه .
وتمكنت مصالح الشرطة القضائية بفضل تحقيقاتها المعمقة من الوصول إلى مجموعة من المعطيات والحقائق، أكدها أحد أصدقاء الهالك الذي تم اعتقاله بسبب مشاركته للضحية في إحدى السرقات قبل وفاة الضحية بحوالي ساعة .وحسب المعطيات التي حصلت عليها جريدة ” المحمدية لايف” من مصادرها الخاصة،فإن الضحية كان قد رافق صديقين له في مساء اليوم السابق لوفاته إلى منطقة المكناسة نواحي البيضاء بغرض شراء أقراص مهلوسة من أجل إعادة بيعها من جديد بمدينة المحمدية ، حيت ربط الضحية الإتصال بأحد أفراد عائلته بمجرد وصولهم إلى منطقة المكناسة ، والذي سلمه الصديقين بحضور الضحية مبلغ 1500 درهم من أجل شراء الأقراص المهلوسة بحكم أنه من سكان المنطقة ويعرف جيدا ” البزناسة ” ، لكنه عاد بعد مدة قصيرة ليخبرهم أن أشخاصا نصبوا عليه في المبلغ المالي واختفوا عن الأنظار، وهو ما جعل الضحية يعود أدراجه لمدينة المحمدية رفقة صديق واحد، بينما الثاني فضل المبيت في الدارالبيضاء عند بعض معارفه .
بمجرد وصول الضحية والصديق إلى مدينة المحمدية ليلا وأثناء مرورهما بحي الوحدة، وجدا طفلين منهمكان في لعبة بجهاز ” الطابليت “، وهو ما جعلهما يشهران سكينا في وجهيهما من أجل تخويفهما حيت استولى الضحية على جهز “الطابليت ” وهو في ملكية طفل يبلغ من العمر 14 سنة مريض بداء السرطان، بينما صديق الضحية استولى على هاتف نقال كان في يد الطفل الآخر، ليلوذا بالفرار في اتجاهات مختلفة بعد شروع الطفلين في الصياح، ولتفادي مطارديه عمد الضحية إلى سلك الممر السككي دون أن يدرك أنه يسير إلى حتفه بعد أن صدمه القطار دون أن ينتبه إليه، ربما لكونه لم يكن في كامل وعيه ليتم اكتشاف جثثه في الصباح الباكر وهي ملقاة بجانب السكة الحديدية وجهاز” الطابليت ّ المسروق مهشم .
وبعد أن تمكنت التحريات الأمنية من تحديد هوية المتهم، فتحت تحقيقات معمقة في الموضوع قادتها إلى تحديد هوية صديقه الذي سرق الهاتف النقال ، والذي تم حجزه من طرف المحققين بمنزله ، كما تعرف الطفلين بحضور أوليائهما على سارق الهاتف بعد عرضه عليهما من طرف عناصر الشرطة القضائية ،وكذلك الضحية بعد عرض صورته عليهما، ليتم اعتقال الصديق وإحالته على العدالة بتهمة السرقة والإتجار في المخدرات، فيما حررت برقية بحث في حق الصديق الثالث والشخص القاطن بمنطقة المكناسة بالبيضاء.
اترك تعليقاً