أن تصل إلى دوار ” أمي مباركة ” بالجماعة القروية للشلالات نواحي المحمدية ولو على مثن سيارة ، يلزمك أن تتحلى بصبر أيوب، فالطريق المؤدية إليه من الطريق الرئيسية رقم 9، والتي تبلغ مسافتها حوالي ثلاث كيلومترات تمتد كلها بمحاداة السور الوقائي لمطار ” تيط مليل “، هي طريق ضيقة وغير معبدة وتتخللها بعض الحفر المشبعة بمياه المطار، والتي تصبح خلال فصل الشتاء موحلة ولزجة ، ومع ذلك فقد تستغرب لكثرة الراجلين أو الراكبين على دراجات نارية ومختلف أنواع وسائل النقل القادمة في الإتجاهين معا، بما فيها الشاحنات المقطورة والعربات المجرورة رغم رداءة الطريق وانعدام إنارة عمومية ،حتى يخيل لك أحيانا أنك متجه نحو أحد الأسواق الشعبية، لكن الدهشة ستتعاظم حين تكتشف في نهاية هذا المسار الطويل بعد تجاوز بعض الأشجار الكثيفة والنباتات والأحراش، أنك أمام مجموعة من الأحياء الصفيحية التي انتشرت فوق عدة أراضي فلاحية، ولم يوقفها سوى الطريق السيار المارة من المحمدية في اتجاه سطات.
https://www.youtube.com/watch?v=OAxlGfFV5Y4
المعضلة الكبرى هي أن سكان هذا الدوار أصبحوا يعيشون كما قال أحد السكان ” عيشة الذبانة في البطانة ” ، بسبب كثرة المشاكل التي تكالبت عليهم من كل جانب، فلا ماء ولاكهرباء ولا مجاري للمياه العادمة، التي أصبحت تنساب في بعض الحالات أمام منازل السكان،أما الكارثة الكبرى فهي تلك المزبلة التي جعلها السكان مفرغا لنفاياتهم منذ سنة 2011، لتتشعب وتتوسع نحو الممرات التي يسلكها السكان إلى أن أصبحت على مشارف أبواب منازلهم ، لتصبح روائحها الكريهة المنبعثة من عصارات الأزبال أو الحرائق للحد من امتدادها، تنساب إلى داخلها متسببة في مجوعة من الأمراض التنفسية للسكان خصوصا الأطفال الذين يتخذون من بعض الفضاءات المحيطة بها أمكنة للهو ولعب كرة القدم.
بعض الغيورين بالدوار اتصلوا ” بموقع ميدا لايف ” من أجل مناشدة المسؤولين بجماعة الشلالات وعمالة المحمدية، من أجل التدخل لكنس هذه المزبلة التي أصبت تؤرق مضاجعهم وتشكل خطورة على صحتهم وصحة أبنائهم ، وكل أملهم أن يتم تخصيص حاويات للأزبال وتسخير شاحنات الأزبال لكي تقوم بنقلها من أجل تفريغها .
اترك تعليقاً