الثلوث بصفة عامة بالمحمدية ، أصبح من الأشياء البديهية التي يتحدث عنها سكان المدينة بشكل يومي ، دون أن تجد الآذان الصاغية من طرف المسؤولين على الشأن المحلي بمدينة المحمدية من أجل التدخل ووضع حد لها ، فبعد أن كان الثلوث مقتصرا في السابق على ما تلفظه مداخن بعض الشركات الكبرى والصغرى بالمحمدية، انتقلت العدوى إلى وادي نفيفيخ ووادي المالح، حيث تحولت مياههما إلى اللون الأسود، نتيجة إقدام بعض الشركات والمستودعات العشوائية وبعض الإقامات السكنية على لفظ مياهها العادمة والملوثة بواسطة أنابيب وقنوات تصب في الوادين ، وأصيبت شواطئ المحمدية بدورها بثلوث خطير إلى درجة استحالة السباحة فيها أحيانا، بفعل اختلاط مياه البحر مع سوائل سوداء، ناجمة عن تخلص بعض السفن والبوارج العملاقة من مخلفات المحروقات العالقة بصهاريجها، وهي في طريق عودتها بعد إفراغ حمولاتها النفطية في الصهاريج الخاصة ببعض شركات المحروقات بالمحمدية، التي تستوردها من بعض الدول الأجنبية ، وازداد الأمر استفحالا مؤخرا بعد شروع مداخن المركب الحراري لمدينة المحمدية في لفظ أسمدتها السوداء بأجواء مدينة المحمدية ونواحيها، حيث أصبح السكان يجدون كميات مهمة منها منتشرة بسطوح منازلهم، وهي ظاهرة ليست بالجديدة لأنها تتكرر بين الفينة والأخرى ،وأسبابها حسب بعض المصادر هو عدم قيام مسؤولي المركب الحراري بتجديد مصفاة المداخن حسب المدة الزمنية المحددة لها، لكونهم يتركونها بعد انتهاء صلاحياتها إلى أن تصبح متهرئة وغير قادرة على منع تسرب تلك الأسمدة ، ولا تلجئ الشركة إلى استبدالها إلى حين يكثر اللغط حول هذا المشكل أو التطرق للموضوع من طرف وسائل الإعلام .
اترك تعليقاً