أصبحت وفاة بعض أهالي سكان عين  جماعة حرودة وجماعة سيدي موسى المجدوب وسيدي موسى بن علي وجماعة الشلالات  بعمالة المحمدية،  كابوسا يجثم فوق صدور عائلات المتوفين والمتوفيات بسبب المحن التي يكابدونها بحثا عن من يوقع لهم على شهادة الوفاة .

فجماعة عين حرودة  التي كانت نسبيا  مستثنية من هذا المشكل،  لوجود ممرض يقوم بالمهمة المذكورة،  لكن خروجه في إجازة بدون تعويضه ترك منصبه شاغرا ، وهكذا أصبح المواطنون مضطرين للمناداة على ممرض بمندوبية وزارة الصحة بعمالة المحمدية،   والذي يقطن بسكن وظيفي بمستوصف صحي بجماعة بني يخلف ، وهنا الطامة الكبرى،  حيث أن هذا الممرض وهو في الحقيقة حسب العارفين بخبايا الأمور مجرد تقني في الصحة،  أصبح يطالب أحيانا بمجرد الإتصال به لتوقيع شهادة وفاة أحدهم،  ببعث من ينقله إلى المنطقة التي توفى بها الشخص، وأحيانا يتظاهر بعدم وجود نسخة من شهادة الوفاة،  وهو ما يتطلب من العائلات إرجاعه لسكنه بعد معاينته للجثة من أجل تحرير الشهادة ، فيما يرفض أحيانا الصعود إلى الطوابق العليا التي لا تتوفر على مصاعد،  خصوصا المتواجدة في الطوابق الثالثة والرابعة وما فوقها حسب تصريحات بعض المتضررين من هذه السلوكات دون الحديث عن أشياء أخرى .

نفس المعاناة يكابدها سكان جماعة سيدي موسى المجدوب وسيدي موسى بن علي ، أما  سكان جماعة الشلالات فهم أقل تضررا،  مقارنة مع باقي سكان الجماعتين على اعتبار وجود طبيبة بالجماعة،  لكن مهمتها تقتصر بالعمل في الأوقات العادية، أما خارج أوقات العمل فإن أهالي المتوفين وفي حالة الاستعجال أو أيام السبت والأحد والعطل فهم مجبرون  على الإستنجاد بنفس الممرض .

السؤال المطروح هو لماذا لا تلجأ كل من جماعة سيدي موسى المجدوب وجماعة سيدي موسى بن علي وبلدية عين حرودة إلى التعاقد مع أطباء خصوصيين يتواجدون بتراب هذه الجماعات ؟  من أجل الحد من المعانات التي يكابدها أهالي المتوفين،  من أجل استقدام الممرض بمندوبية الصحة بالمحمدية للإنجاز شهادة الوفاة،   وربح أوقات ثمينة ما أحوجهم إليها للإسراع  بدفن الميت أو الميتة،  بدل الدخول في متاهات لا تنتهي أحيانا إلا ب ” الطليب والرغيب ” للممرض المعني،  أو البحث عن من يتوسط لهم  معه ،الجواب جاء على لسان أحد المهتمين بهذا المجال وهو كون قسم الجماعات المحلية يرفض بشدة هذا المقترح لعدة أسباب  وهو يعطي نمودجا بجماعة الهراويين المتعاقدة حاليا مع طبيب خصوصي .