ميديا لايف / أحمد بوعطير
يتداول حاليا مجموعة من رواد مواقع التواصل الإجتماعي شريط فيديو مدته دقيقة وأربع وثلاثون ثانية ، يحتمل بأنه صور بأحد المناطق بمدينة تطوان ، توتق مشاهده لدركيان بزيهما الرسمي وهما محاصران وسط مجموعة من المصطافين بجنبات ضفة أحد السدود المائية أو بحيرة، و وتضهر إحدى اللقطات أحد الدركيين وهو ينسل من وسط الحشود، ويشرع في إجراء مكالمة هاتفية ربما مع قائد المركز لإشعاره بالواقعة ، في الوقت الذي بدا فيه زميله الآخر وهو في حوار مع آخرين قبل أن يحاول بدوره الإنسحاب من وسط المتجمهرين ،لكن وبدون سبب غير مفهوم سيقوم باعتراض سبيله أحد الشبان ويقوم بدفعه بقوة إلى درجة أنه فقد توازنه، مما حعل الدركي يفقد أعصابه ليتحول الصراع بين الطرفين إلى تبادل اللكمات ويعم المكان الهرج والمرج، ويبدو أن الغلبة كانت للدركي مما جعل الشاب يفر ليطارده الدركي بعد أن استعاد قبعته التي فقدها أثناء الملاكمة، وين،تهي الشريط بصوت المصور وهو يستنكر هذا التسيب ، دون معرفة تاريخ تسجيل الفيديو ، هل هو حديت العهد أم قديم؟ .

من خلال مشاهد الموثقة بشريط الفيديو الذي يتوفر موقع ” ميديا لايف ” على نسخة منه ، يضهر جليا أن ضفة البحيرة أو السد تعيش على إيقاع فوضى لا مثيل لها كما يتضح بأنه لا وجود للسلطات المحلية أو ممثليها بعين المكان، أو أنهم متواطئون بدورهم للمساهمة في التسيب الحاصل هناك، وذلك من خلال مشاهدة عشرات الكراسي مكدسة فوق بعضها البعض وعشرات الطاولات والكراسي والواقيات الشمسية المبوثة والمنتشرة على جنبات الضفة، والتي استولت على كل المساحات ولم تترك مجالا للمصطافين للسير بكل حرية، بما أن الكراسي والطاولات والواقيات الشمسية أصبحت بمتابة حواجز تقترب من الإلتصاق مع بعضها ،إضافة إلى وجود العديد من التجهيزات ووسائل الترفيه مما لا يدع مجالا بأن من يستولي على الشاطئ ليسوا أفراد عاديين بل عصابات، وجدت المكان خصبا لتحويله لملكية خاصة ، مما يستوجب فتح تحقيق ليس فقط مع المعتدين على الدركيان بما أن هناك أحتمال أن التصوير لم يوثق سوى للحظات الأخيرة للإعتداء على أحد الدركيين ،بينما لا يعلم سوى الله ومن حضر ما وقع لزميله قبل عملية التصوير ، وأن ما وقع كان من الممكن أن يؤدي إلى نتائج وخيمة من قبيل سرقة مسدس الدركي الذي وجد نفسه محاصرا بين أشخاص، لا يعرف أحد علاقة بعضهم مع البعض بما أن هناك من كان يعتدي على الدركي وهتاك من كان يحاول التفريق بينهما ، وعلى العموم فإدا كان الشريط حديث العهد فإنه يجب توقيف كل من كانت له صلة من قريب أو من بعيد في هذا الإعتداء ، لوضع حد حد لتسيب بعض الأشخاص الذين يبدوا أنهم في حاجة إلى إعادة التربية لأنهم ” بهدلوا ” دركيان بكل ما من معنى لهذه الكلمة و ” بهدلوا ” كذلك مؤسسة الدرك الملكي ، وكذلك فتح تحقيق من طرف وزارة الداخلية ومن مندوبية المياه والغابات لمعاقبة كل من يتواطئ من رجال السلطة مع المستولين على الملك العمومي وعلى الملك المائي .


مواضيع قد تهمك





اترك تعليقاً