لو استيقض الدكتور ووزير الصحة السابق عبد الرحيم الهاروشي من قبره، لأتخد قرار بالتشطيب على كافة المسؤولين بالمستشفى الذي يحمل حاليا إسمه  ظلما وعدوانا  وهو ” المستشفى الجامعي للأطفال عبد الرحيم الهروشي ” بالدارالبيضاء ، أو على الأقل لنظم وقفة احتجاجية  احتجاجا على الإساءة التي يتعرض لها،  ليس فقط اسمه الذي أصبح شبه ممحيا  من المدخل الرئيسي للمستشفى بفعل أشعة الشمس ،بل كذلك احتجاجا على التتسيير العشوائي بالمستشفى الذي انعكس سلبا على مجموعة من المرافق سواء داخل أقسام المستشفى أوخارجه ، والذي لم يحترم حتى بعض الرايات التي ترفرف فوق المستشفى،  خصوصا المتواجدة فوق المدخل الرئيسي بعد أن دبل لونها وتمزقت جنباتها، بينما ألوان  صباغة الأقسام والجدران أصبحت باهتة إلى درجة تجعلك أحيانا تعتقد  أنك داخل إلى سوق عشوائي وليس مستشفى .

لا يخفي بعض المتتبعين للشأن الصحي بالمستشفى، أنه يعيش   على إيقاع عدة مشاكل بسبب  الصراعات  التي تبرز بين الفينة والأخرى داخل المكتب التنفيذي،  وبين رؤساء الأقسام والموظفين  والمسؤولين ، والتي لم تؤتر فقط على جودة الخدمات ، بل كذلك على كافة المرافق بالمستشفى فعلامات الدار كما يقول المثل المغربي على بابها ، وذلك في غياب مراقبة من طرف مديرية الصحة بالبيضاء التي هي مطالبة بالتدخل لتصحيح الوضع الحالي ،  والذي كان قد وصل في إحدى المراحل إلى تعرض طبيب للضرب والجرح  حد الإغماء من طرف إبن مديرة بالمستشفى،  وصل ملف القضية لدوائر الشرطة قبل أن يقوم الطبيب بتحرير تنازل،  قيل أنه كان مرغما عليه بسبب الضغوطات التي تعرض لها من طرف المديرة .

من هو المرحوم الدكتور عبد الرحيم الهروشي ؟

عبد الرحيم الهاروشي (وُلد في 31 يناير 1944، الدار البيضاء – توفي 21  غشت  2011 وهو طبيب أطفال وسياسي وفاعل جمعوي مغربي

ازداد الهاروشي في الدار البيضاء وحصل على دبلوم في الطب من جامعة كوشين بورت روايال بباريس سنة 1972، ثم شهادة التخصص في جراحة الأطفال عام 1973، وفي سنة 1973 تولى الهاروشي منصب رئيس مصحة مساعد بمستشفيات باريس، وكان في نفس الوقت يعمل طبيباً داخلياً منذ سنة 1969، وذلك قبل أن يحوز في سنة 1975 على صفة جراح مبرز من الجامعات والمراكز الاستشفائية والجامعية الفرنسية، وفي سنة 1976 عُيِّن رئيساً لمصلحة جراحة الأطفال بالمركز الاستشفائي ابن رشد بالدار البيضاء. وتولى منذ عام 1978 تدريس مادة جراحة الأطفال بكلية الطب بالدار البيضاء، وقد تقلد الهاروشي ما بين سنة 1985 و1992 منصب عميد كلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء وما بين 1992 و1995 منصب وزير للصحة العمومية ، ليصبح في ديسمبر 2002 عضواً بالمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، كما تقلد منصب وزير للتنمية والأسرة والتضامن. في 8 يونيو  2004  .