محمد أجراي
تتواصل بمدينة مراكش أشغال مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ” كوب 22″,لليوم السادس والعالم يعيش ظرفية حاسمة بعد إتفاق” باريس” المبدئي والذي تبقى أسراره عالقة, في إنتظار إيجاد آليات لتنفيذها من الأطراف الحكومية, وغير الحكومية ليصبح واقعا ملموسا وهذا يتطلب التباحث لتنفيذ قرارات قمة” باريس” والإسراع في الانخراط في العمل المناخي.
وتتجلى مواضيع الاشتغال ب” الكوب 22″على مجموعة من المواضيع تتعلق, بالزراعة, المحيطات, الطاقة, المدن, الأعمال, الغابات, الماء والصناعة, إلا أن الرهان الأكبر يبقى هو الخروج بما هو نظري وترجمته على أرض الواقع بتظافر كل مكونات العالم المناخي خاصة المكون البشري,حيث أن الإهمال طال الانبعاتاث المضرة بالبيئة على الصعيد الكوني الذي تضرر بالتغيرات المناخية وارتفاع المستوى البحري, الذي دق ناقوس الخطر بوشك اندثار أراض بعض البلدان نتيجة ظاهرة الاحتباس الحراري والموارد المائية.
أطوار قمة “الكوب 22″بمراكش سخرت له المملكة المغربية كل آليات النجاح والتوفيق ,بحيث أضحت” مدينة مراكش” عاصمة عالمية للمناخ نظرا لتقاطر الوفود المشاركة. قمة “الكوب 22″خصص له فضاء بمنطقة” باب ايغلي” على مساحة 300000متر مربع, يستقبل أزيد من 20000مندوب من أكثر من 190بلد, هذه القرية تضم منطقتين: المنطقة الزرقاء والمنطقة الخضراء. المنطقة الزرقاء هو الفضاء الرسمي للقمة تديره منظمة الأمم المتحدة, ويحتضن الإجتماعات الرسمية والمفاوضات,كما يضم قاعتين للجلسات العامة يسمح بولوجه إلى الأشخاص المعتمدين من قبل الإتفاقية الإطار للأمم المتحدة, بشأن التغيرات المناخية, والتي تعرف تحصينا أمنيا محكما وامنيا مشددا, من قبل أمنيين مغاربة وحراس أمنيين خاصين من الولايات المتحدة الأمريكية, نظرا لتواجد مكتب رئاسة المؤتمر, قاعات المفاوضات ومكاتب البعثات الديبلوماسية.
المنطقة الخضراء وهي الفضاء المخصص للابتكارات والمجتمع المدني مساحته 30000متر مربع يتم فيه إستقبال ممثلي المقاولات المغربية والعالمية, والمنظمات غير الحكومية ومختلف منظمات المجتمع المدني والتي يتجاوز عددها 850منظمة تمت دعوتها,من طرف لجنة الإشراف على المؤتمر.
وقد وضعت رهن إشارة الزوار حافلات تؤمن التنقل عبر رحلات مكوكية من و إلى مقر المؤتمر على رأس كل ربع ساعة, كما تم وضع أزيد من 50سيارة كهربائية رهن إشارة البعثات المشاركة وكذا الحافلات الكهربائية, إضافة إلى فضاء مخصص لوسائل الإعلام المشاركة في تغطية الحدث والتي ناهز عددها 1500صحفية وصحفي, كما تم وضع التجهيزات الطبية بطاقم طبي لتقديم الإسعافات الأولية قبل العرض على المستشفى, كما يلاحظ تواجد مركزا للأعمال والوساطة, إضافة إلى مراحيض متنقلة.
عموما أجواء المؤتمر تسير في ظروف جد مريحة وآمنة, وبتنظيم محكم أبهر المتتبعين علما أن اليومين الأوليين شابهما ارتباك في سوء تنظيم المرائب المخصصة للحافلات والسيارات المعتمدة وغير المعتمدة ,مما عرقل عملية مرور البعثات والزوار, إلا أنه تم تدارك الخلل بمنح الشارات المعتمدة بالمؤتمر ولكل مقامه, مرأب الوزراء, مرأب العثات الديبلوماسية, مرأب الحافلات ثم مرأب الزوار.
اترك تعليقاً