محمد أجراي :
بعد مخاض عسير دام 3سنوات, تمكن بعض رفاق المرحوم” أحمد الزايدي” من بلورة فكرته وترجمتها على أرض الواقع, بتأسيس حزبهم الجديد الذي أطلق عليه إسم” البديل الديمقراطي” .وتأتى هذا بعد نقاش عميق بين مكونات وفعاليات هذا المولود الجديد والذي إختار شق صف اليسار الحداثي بمفهومه العميق .
وقد توجت هذه الفعاليات ثمرات جهودها بانعقاد المؤتمر التأسيسي لحزب البديل الديمقراطي, أول أمس السبت 7ماي 2016بقاعة مسرح” السي عبد الرحيم بوعبيد” بمدينة المحمدية, أحد رموز الحركة الوطنية التحررية التقدمية. وقد حضر أشغال المؤتمر ما يناهز 1400مؤتمرة ومؤتمر من جميع جهات المملكة المغربية, وبحضور العديد من ممثلي الأحزاب الوطنية التقدمية, كالتقدم والاشتراكية, الإشتراكي الموحد, الطليعة وعضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية” لحسن الداودي” ,كذلك حضرته بعض المنظمات الحقوقية, الجمعوية والنقابية من قبيل “عبد الرحمان العزوزي الكاتب العام للفيدرالية الديمقراطية للشغل في الجلسة الافتتاحية, والعديد من المنابر الإعلامية الورقية والمرئية والإليكترونية.
وقد افتتح الجلسة الافتتاحية” علي اليازغي” مطالبا الحضور بقراءة الفاتحة على أرواح شهداء الحركة الوطنية ورموزها, ليتحدث بعدها باسهاب عن الأشواط التي قطعها ميلاد الحزب بفضل تضحيات ومجهودات كبيرة للمناضلات والمناضلين, وبعد مد وجزر, لرد الإعتبار للمشهد السياسي المغربي عامة, واليسار خاصة, والقطع مع الممارسات التقليدية الكلاسيكية, التي لم تنتج سوى رهائن الريع السياسي وذلك ببلورة فكرة جديدة تبناها البديل الديمقراطي ألا وهي استقلالية القرار السياسي, واتخاد منهجية أفقية عوض العمودية في ممارسات الحزب عبر تنظيماته وطنيا, جهويا ومحليا.
كما جدد” علي اليازغي” الإيمان الراسخ لمكونات البديل الديمقراطي,اتجاه القضية الوطنية بالاستماتة في الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة والتصدي لكل مؤامرة تمس البلد واستقراره. من الناحية الإقتصادية أصبح لزاما ضرورة توفير شروط العدالة الإجتماعية وصون كرامة المواطن المغربي, من خلال العودة إلى التخطيط الشامل ومحاربة اقتصاد الريع.كما أضاف أن دور الملكية البرلمانية يعد دورا أساسيا في إحترام فصل السلط وأفقها الذي يتطلب تحصين المكتسبات الديمقراطية في كل المجالات.
بعده تناولت الشاعرة” ثريا ماجدولين” نص البيان الختامي للجلسة والذي حظي بتجاوب الحضور,بحيث كان مضمونه أنه آن الأوان لفرز مشهد سياسي جديد, بعد استنفاذ التوافقات الحزبية الحكومية المحافظة, كل مقوماتها وأن الخيار الإستراتيجي لليسار هو الاشتغال من موقع المعارضة بدينامية جديدة لإعادة توازنه, في أفق حكومة يقودها اليسار ببرنامج مستقل, متمتع بأغلبية برلمانية ومساندة شعبية.
بعد اختتام الجلسة ,انكب المؤتمرات والمؤتمرون على مناقشة الأوراق السياسية والتنظيمية للحزب والتي عرفت نقاشا واسعا وعميقا في ظل التوافقات, والتي أفرزت 3هياكل هي: التنسيقية الوطنية وعدد أعضاءها 21من ضمنهم 7عضوات, بمثابة المكتب السياسي بالمعنى التقليدي, المنتدى الوطني للحزب: ويتكون من 221عضو وعضوة يمثلون النساء والشباب والذكور, ويعتبر برلمان الحزب ثم أخيرا الكتابة الوطنية وتتكون من 37عضوا وعضو انيطت له مهمة التنسيق بين الجهازين: التنسيقية الوطنية والمنتدى الوطني, ويأتي جهاز الكتابة الوطنية كمنسق ,لممارسة الديمقراطية وللقطع مع القرارات العمودية. وفي الختام اختير” علي اليازغي” منسقا وطنيا لحزب الخميسة أو الكف بالإجماع.
اترك تعليقاً