واصلت المصالح الأمنية بالبيضاء، إلى حدود منتصف أمس (الجمعة)، تحقيقاتها المكثفة في قضية مثيرة، تتعلق بضبط شاحنة داخل سوق الجملة للخضر والفواكه، كانت محملة بشحنة من الكوكايين، في واقعة أثارت الكثير من التساؤلات، حول أساليب التهريب الجديدة التي باتت تعتمدها الشبكات الدولية.
ووفق ما أفاد به مصدر مطلع، فإن الشاحنة المعنية وصلت إلى المغرب عبر باخرة قادمة من إحدى دول أمريكا اللاتينية، قبل أن ترسو في ميناء طنجة المتوسطي، موضحا أن عملية دخول الشاحنة تمت تحت غطاء تجاري مشروع، إذ أعلن أنها تحمل شحنة من فاكهة “الأفوكا” المستوردة، وهو ما منحها غطاء مناسبا للتوجه نحو سوق الجملة للخضر والفواكه بالبيضاء، دون إثارة الشبهات في الوهلة الأولى.
ورجح المصدر أن تكون الشاحنة تحت مراقبة المصالح الأمنية، منذ لحظة دخولها إلى التراب الوطني عبر الميناء، في إطار تتبع دقيق لتحركاتها بغرض تحديد وجهتها النهائية والجهات التي كانت ستتسلم الشحنة، إذ سمحت هذه المتابعة المستمرة، التي تمت بتنسيق بين مختلف الأجهزة المختصة، بالتدخل في اللحظة المناسبة داخل السوق، حيث جرى توقيف الشاحنة، دون إثارة أي فوضى أو مقاومة.
وأشار المصدر نفسه إلى أن المؤشرات الأولية تؤكد فرضية تورط شبكة دولية متخصصة في تهريب الكوكايين، عمدت إلى استغلال مسالك التوريد القانونية الخاصة بالمنتجات الفلاحية، لتسهيل مرور شحنة الكوكايين، عبر نقاط التفتيش الرسمية، وتفادي الأنظمة المشددة للمراقبة الجمركية.
ووفق التحريات الأولية، فإن الكمية المحجوزة من الكوكايين يشتبه في أنها كانت موجهة لترويجها محليا، وربما لإعادة توزيعها على شبكات أخرى تنشط في أوربا أو إفريقيا، ما يبرز الطابع المعقد والعابر للحدود لهذه العملية.
وفي الوقت الذي تتواصل فيه التحقيقات لكشف كافة خيوط الشبكة، تم إخضاع الشاحنة لتفتيش دقيق من قبل عناصر الشرطة العلمية والتقنية، في انتظار إجراء تحاليل مخبرية على الشحنة المحجوزة لتحديد كمية الكوكايين، ومدى نقاوتها.
اترك تعليقاً