بقلم : سعيد آيت حمي
ولد الفنان كمال الطالياني بالعاصمة الإقتصادية للمغرب الدار البيضاء، وبالظبط بمعقل حي عرف بظاهرة المجموعات الغنائية ألا وهوالحي المحمدي، من أب مغربي وأم إيطالية، بدء مشواره الفني منذ الطفولة عبر مشاركته في الأنشطة المدرسية والتي كانت تتزامن مع المناسبات والأعياد الوطنية، كالمسرح المدرسي والمجموعات الصوتية والرقصات التعبيرية، هذا الإحتكاك والميول المبكر في سنه للفن ، سيبرهن لعائلة الفنان كمال أن إبنها يمتلك موهبة فنية وجب صقلها، ليتم إلحاقه بأحد النوادي التابعة لدارالشباب الحي المحمدي، وهي إحدى الدور الشباب النشيطة بالمنطقة وتعد المشتل الأول لمجموعة من الفنانين سطع نجمهم في الساحة الفنية المغربية .
لم يتوقف طموح فناننا في هذه المرحلة، بل كبر ليختار لنفسه نوع وإيقاع موسيقي ذا موروث شعبي أصيل وهو فن الأغنية الشعبية، هذا النمط الغنائي المتشعب أبدع في مختلف إيقاعته كمال الطالياني مما جعله ينغمس في هذا الفن ويحاول سبر أغواره ليخرج بأغاني متنوعة في فن العيطة المتفرعة من المرساوية والعبدية والعيطةالحوزية والحصباوية وغيرها من العيطات.
في إحدى السنوات هاجر كمال الطلياني إلى فرنسا ، في بلاد تلتقي فيه مجموعة من الإيقاعات والألوان الغنائية وسط زخم من الألوان الغنائية المتنوعة هناك بفرنسا وعدد من الدول الأوربية، من أجل التأشير على بصمة خاصة به في هذا النمط الغنائي ولمواصلة مشواره الفني ومن أجل المحافظة على هذا الإيقاع الموسيقي ذو الموروث الشعبي المغربي ، البحث في هذا الميدان و الغيرة عليه و الإصرار للحفاظ على هذا الفن، كانوا كفيلين ليبصم على حضور متألق في هذا المقام ، من خلال مشاركاته في العديد من التظاهرات الفنية والسهرات من تنظيم أبناء الجالية والتي تتزامن مع الأعياد الوطنية والسنوية ،فكان بدلك سفيرا لهذا الفن الموسيقي بعشقه وكأنه يحمل على عاتقه حمل توريث هذا الفن للجيل الثالث من أبناء الجالية المقيمة بالخارج.
كما أن لفناننا مساهمات ومشاركات في إحياء سهرات داخل الوطن، من قبيل المهرجانات المحلية نذكر منها مهرجان الصبار بسيدي إفني ، والحياة بالقصر الكبير، ومهرجان الدار البيضاء ومهرجان العيطة بأسفي.
بهذا البورتري التقريبي للفنان كمال الطالياني، والذي من خلاله حاولنا تقريبه للجمهور العاشق لفن الأغنية الشعبية بصفة عامة والمغربي بصفة خاصة عبر مساهماته القيمة في الحفاظ على موروث الموسيقي الشعبي، وإصراره لترسيخ والحفاظ عليه لكل الأجيال كهوية فنية مغربية بمختلف أنواعها، هنا يبقى السؤال المطروح كيف يرى المسؤولون عن وزارة الشباب والثقافة والتواصل قطاع الثقافة دور فناني المهجر؟ وما يحملون من رسائل للحفاظ على الموروث الثقافي الذي يختزله مغربنا الحبيب بمجهوداتهم الفردية … ؟؟؟؟
اترك تعليقاً