أصبح منظر رؤية جحافل من الكلاب وهي تصول وتجول بالعديد من الشوارع والأحياء بمدينة المحمدية، أو تنام نهارا ببعض الفضائات المعشوشبة بالحدائق العمومية والمدارات الطرقية، بالشيئ العادي، بالنسبة للعديد من سكان مدينة المحمدية وزوارها، خصوصا في غياب أدنى تدخل من الجهات المعنية، التي تتفرج على الوضع وكأن الأمر لا يعنيها، رغم ما تشكله هذه الكلاب من خطورة على المواطنين كان آخرها سقوط ضحية لها يوم أمس الأربعاء، بعد أن قامت كلبة بنهش رجله على مستوى المدخل الرئيسي للسوق البلدي ” الجوطية “، وتسببت له في جروح خطيرة استلزمت تنقله إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية .
يعرف الجميع أن أغلب هذه الكلاب المنتشرة بمدينة المحمدية، تكون شبه مسالمة في النهار، ولو أن رؤيتها تثير الخوف والفزع في صفوف الأطفال والنساء عند مصادفتهم لها، مما يجبرهم على تفاديها عبر سلك منافد بعيدة عن مجالها ، لكنها في الليل تكشر عن أنيابها، وتصبح عدوانية وخطيرة مستمدة قوتها من تواجد الحراس الليليون، الذين يساعدهم نباحها المستمر في رصد بعض الحركات المريبة بمحيطهم ، وهو ما يتسبب أحيانا في قض مضاجع بعض السكان ليلا، بسبب نباحها المستمر ودخولهم في مشادات كلامية مع بعض الحراس الليليين الذين بمجرد بزوغ أولى خيوط الفجر يغادرون أماكنهم، تاركينها كالتائهة، وبسبب تناسلها الذي يسفر أحيانا عن ولادة أزيد من ستة جراء، فقد تضاعفت أحجامها ولم يعد أي مكان أو فضاء يخلو منها.
من المعروف أن جماعة المحمدية، كانت تقوم بين الفينة والأخرى خلال سنوات خلت بقتل الكلاب الضالة عن طريق التسميم ، علما أن هذه الطريقة كانت تثير حفيظة بعض المواطنين ، كما أنها مخالفة للقانون الذي ينظم طريقة ليس قتل الكلاب الضالة سواء بالتسميم بواسطة الأكل أو عبر الرصاص، بل عن طريق الأسر ووضعه في شاحنة دات أقفاص مخصصة لذلك، وإيداعها بمحجز مخصص للكلاب لمدة زمنية محددة لإحتمال أن تكون تائهة وهناك من يبحث عنها ، وبعد انصرام هذه المدة يتم حقنها بمادة سامة من طرف طبيب بيطري تابع للجماعة .
لكن رغم هذه الإجراءات التي تبدوا أحيانا معقدة ، فإن عمالة المحمدية يمكن لها التدخل، عبر إصدار قرار في الموضوع للإعتماد عليه من طرف الجهات المكلفة بتصفية الكلاب، وذلك لوضع حد للمآسي التي أصبحت تتسبب فيها هذه الكلاب للسكان، خصوصا أن الجميع يعرف أن بعضها مصاب بأمراض طفيلية وبعضها يصاب بمرض السعار.
اترك تعليقاً