ميديا لايف : أحمد بوعطير
باحراقها للعلم المغربي خلال مسيرة الأنفصاليين التي نظمت يوم الأحد الماضي بباريس، لم تدرك تلك العاهرة التي قامت بذلك التصرف الأرعن، أنها أحرقت قلوب المغاربة جميعا بمختلف أصنافهم،والدليل على ذلك هو موجة الأستنكارات والبلاغات والبيانات التي نشرت بالعديد من مواقع التواصل الأجتماعي للتنديد بهذا التصرف الجبان .
السؤال المطروح هو ما هي الرسالة التي كانت تحاول إيصالها تلك الساقطة للعموم ، وهي تقوم بحرق العلم المغربي ؟ ،الجواب البديهي هو أنها أضهرت بشكل لا جدال فيه أنها انفصالية حتى النخاع، وأنها بتلك الحركة الدنيئة كانت تريد الأعراب عن قطع جدورها وصلتها نهائيا مع المغرب، الذي تشبعت بهوائه وبتربته قبل أن تتنكر له، كما هو الشأن مع الشرذمة التي شاركت في المسيرة ،لكن من منضورنا نحن كمغاربة فنعتبر أن إحراق العلم المغربي، هو بمثابة إحراق المملكة المغربية ، وبمثابة إحراق نظامها ، وإحراق سكانها أي إحراقنا نحن المغاربة ، ومن هنا تبدوا أهداف ونوايا أصحاب النزعة الأنفصالية ،الذين يقولون ما لا يفعلون ، وهذا ليس غريبا عنا ، فقد انطلق الحراك الريفي بمطالب اجتماعية بسيطة، تعاطف معها في البداية أغلب المغاربة ،لكن الزحم الإعلامي الوطني والدولي التي حضيت به، واستغلالها من طرف أعداء الوطن والأنفصاليين، جعلت المطالب تنحو منعطفا خطيرا وتصبح مطالب انفصالية، تحاول دفع المغاربة إلى الدخول في حروب أهلية قد تأتي على الخضر واليابس ، لذلك تدخل الأمن وتدخل القضاء لمتابعة هؤلاء في محاكمات عادلة تتبعها مندوبون دوليون وقضت بأحكام سجنية في حقهم.
طبعا حين صدرت هذه الأحكام، اعتبرها بعض المغاربة وبعض المنظمات الحقوقية المغربية والدولية أحكام قاسية ، لكن المسيرة الأخيرة المنظمة بباريس وما تبعها من شعارات مناوئة للنظام وحرق العلم المغربي، أثبتا بما لا يدع مجالا للشك ،أن مثل هؤلاء المجرمين لا يستحقون أحكاما بالسجن بل أحكاما بالإعدام،لأن أهدافهم أصبحت واضحة للعيان ولا غبار عليها ،أهداف تحاول إدخال المغرب في دوامة من التطاحنات والصراعات ستتعود به مئات السنين إلى الوراء ولنا أمثلة في ذلك بما يقع حاليا في سوريا والعراق واليمن وليبيا ،التي أصبح لا صوت يعلو فوق أصوات الرصاص والمدافع والقدائف ،وصيحات الرعب والهلع، هذه هي الأهداف الحقيقية التي يحاول الأنفصاليون جر المغرب إليها أي الدفع به إلى مستنقع لن يخرج منه أحد سالما حين يغوص بداخله.
وتجرنا المناسبة لاستحضار والد النمر من الورق الزفزافي، الذي كان بإمكانه استغلال هذه المناسبة لضرب عصفورين بحجر واحد ، أي التنديد بما قامت به تلك الحقيرة من تدنيس لرمزية العلم الذي هو ليس ملكا للملك فقط، بل ملكا للمغاربة قاطبة بمختلف تجادباتهم السياسية والقبلية، وبذلك كان سيكسب تعاطف المغاربة مع ابنه وتعاطفهم مع خرجاته البهلوانية الغير محسوبة العواقب، حين كا يخبط خبطة عشواء يمينا ويسارا ضانا بأن تلك الخرجات الداخلية والخارجية إعلاميا ، المدعومة من جهات انفصالية داخلية وخارجية، ستؤدي إلى ممارسة ضغوط على المغرب من أجل الأفراج عن ابنه ومشاركيه ، لكن ركونه للصمت جاء للكشف عن نواياه الحقيقية سيرا على قول المثل القائل “أبناء عبد الواحد كلهم واحد “.
اترك تعليقاً