ميديا لايف : أحمد بوعطير
يبدوا أن الضربات الديبلوماسية الموجعة التي مطرقت رؤوس المسؤولين الجزائريين على يد ملك المغرب صاحب الجلالة محمد السادس، قد أفقدتهم جادة الصواب وجعلتهم يصابون بالدوخة والهديان.
فبعد الإنتصارات الوهمية في الصحراء المغربية، التي كانت تنشرها مخيلة وسائل الإعلام الجزائرية بدون وجود أي أثر لها على أرض الواقع، وبعد انكشاف زيف هذه الأخبار التي لم تلق الصدى العالمي الذي كان يتوخاه النظام الجزائري ، ها هي الجزائر تزيل القناع الذي كانت تختفي به وراء ستار شردمة البوليساريو، وتكشف عن الحقد الدفين الذي تكنه للمغاربة ولجلالة الملك، من خلال تسخير برنامج في قناة ” الشرور” الجزائرية للتطاول على رمز شامخ من رموز المملكة المغربية وهو جلالة الملك، عبر تجسيده في دمية، وشروع ذلك الصعلوك الإعلامي في طرح أسئلة عليها ، كشفت ليس عن غبائه بل عن غباء النظام الجزائري، الذي لا يعرف ولا يفهم أو أنه يتجاهل الروابط المثينة بين الأسرة العلوية والشعب المغربي ، التي تمتد جدورها منذ العهود القديمة ، وليس كدويلة خلقتها فرنسا من العدم والتي لا تاريخ لها ، وزرعت فيها حكاما واحد دخل منهم التاريخ من أوسع أبوابه، حين فقد كل حواسه وما يدور حوله بعد أن أصبح مقعدا كسيحا، لكنه استمر في الحكم لسنوات طويلة ليتحول إلى أضحوكة أمام أنظار العالم.
النظام الجزائري عليه أن يعرف شيئا واحدا، وهو أن تقبيل يد صاحب الجلالة من طرف المغاربة يأتي تلقائيا منهم، ولم يفرضه عليهم أحد ، ولم يفرضه لا قانون ولا دستور،إنما هو تعبير عن محبة الشعب المغربي لملوكه، وهو يجسد ذلك الترابط العائلي الذي فتحنا نحن المغاربة أعيننا عليه صغارا، حين كنا نشاهد أبائنا وأمهاتنها وهم يقبلون أيادي أجدادنا احتراما لهم ، كذلك لم يفرق أحد السفهاء في البرنامج بين الإنحاء للملك احتراما له وبين السجود الذي هو لله، فالإنحاء عرف جاري به العمل من طرف العديد من سكان العالم خصوصا بالنسبة للشخصيات البارزة، وسكان الصين نمودج على ذلك ، أما إدا كان الجزائريون يرون عيبا في تقبيل المغاربة ليد الملك ، فماذا سيقولون للرجال في دول العالم، الذين يقبلون أيادي النساء ومنهم رؤساء وملوك ؟ وماذا سيقولون لبعض المشارقة الذين يقبلون أنوف بعضهم؟ وماذا سيقولون للهنود الذين ينحنون أرضا للمس أقدام أبائهم وأمهاتهم ؟. يبدوا أن النظام الجزائري يعتبر ذلك شيئا عاديا،لأن من كثرة الغل الذي يكنه للملك أصبح ينظر للأمور بالعين التي يرضاها فقط.
من خلال تسلسل البرنامج الوقح يبدو أن التطاول على جلالة الملك لم يكن إلا مقدمة لنفث سموم النظام الجزائري بعد الإنتقال إلى موضوع الإعتراف الأمريكي بالصحراء المغربية، ومحاولة إيهام الشعب الجزائري بكونه تم التراجع عنه ، وكذلك التطبيع مع إسرائيل، حيث وبدون حشمة أو حياء سيقوم الصعلوك بالتجني على الشعب المغربي، حين قال بأنه خرج وحاول إسقاط النظام وهو خبر لا أساس له من الصحة ،وليعرف هذا الصعلوك أن ألعديد من الإسرائيليين ازدادوا وتربو وترعرعوا في المملكة المغربية ، والدليل على ذلك أن كبيرهم عندما حضر مع الوفد الأمريكي، واستقبلهم صاحب الجلالة، خاطبه رئيس الوفد الإسرائلي بالدارجة المغربية، كما أن نصف أعضاء الحكومة الإسرائيلية كلهم ينحدرون من المغرب ويتكلمون دارجتها .
لو كنت جزائريا لطلبت من الصعلوك إجراء حوارا مع الخضر والفواكه والمواد الغدائية، التي صعدت أثمنتها بشكل صاروخي نحو السماء ، ولم يعد الجزائريون قادرين على شراء أغلبها، ندكر منها” الموز ” ” البنان ” الذي وصل ثمنه لأزيد من 50 درهما مغربية، في الوقت الذي لا يتعدى ثمن الأجود منه في المغرب 10 دراهم ، كذلك سمك ” السردين ّ”،الذي أصبح ثمنه في الجزائر حوالي 80 درهما مغربية بينما في المغرب لا يتعدى ثمنه 5 درهم، إلى درجة أنه لم يعد وجبة شهية حتى للقطط التي أصابها بالتخمة، حتى أغلب الفواكه الأسيوية التي كنا نشاهدها فقط في الأفلام ونحلم بها أصبحت متوفرة في المغرب وبأثمنة مناسبة في قدرة الشعب المغربي، لذلك مثل هذا الملك ومن كان قبله ومن سيأتي خلفه، نحن سنتستمر في تقبيل أياديهم بل لولا الإحترام الواجب لنا عليهم ، لأحتضناهم بقوة وعانقناهم، لذلك على النظام الجزائري أن لا يستمر في إلهاء الشعب الجزائري بمثل هذه التفاهات، التي جعلت أغنى دولة في الغاز يعاني شعبها الفقر والحرمان في كافة المناحي، وتعاني ميزانيته من تضخم مالي مهول،لأن النظام الجزائري أصبح اهتمامه منصب فقط على تمويل شردمة البوليساريو، من أموال الشعب الجزائري في حروب خاسرة ميدانيا وديبلوماسيا ، لم تجن من ورائها سوى الإنكسارات المتتالية ، وعلى الشعب الجزائري أن ينسلخ من جلباب الخوف والرعب الذي يسكنه من النظام الجزائري القمعي من أجل الإنتفاضة ضده، فخيرات الجزائر تذهب لجيوب جنرالات الجزائر وشردمة البوليساريو بينما معانات الشعب الجزائري ستستمر. أما الصحراء المغربية فنحن هناك قاعدون .وأقول لقناة ” الشرور ” وللنظام الجزائري بلسان مغربي ، لقد أغضبتم المغاربة ،فالملك خط أحمر أيها الأوغاد.
اترك تعليقاً