استغل فرصة نهاية الأسبوع ليوم الأحد الماضي ، فطلب من زميله الذي يشتغل معه في ورش للبناء بجماعة المنصورية ببن سليمان ، مرافقته على مثن دراجة نارية صوب شاطئ البحر الذي يبعد عن الورش بحوالي كيلومترين، وهو يمني نفسه بأخذ صورة تذكارية صورة تذكارية فوق صخرة كبيرة مسطحة بشاطئ المنصورية، تحيط بها مياه البحر من عدة جوانب لكي تظل ذكرى تؤرخ للحظات جميلة قضاها بالقرب من المحمدية، عند عودته إلى مسقط رأسه بصخور الرحامنة نواحي مراكش.
اختار خالد الفن البالغ من العمر 24سنة موقعا فوق الصخرة لكي تكون خلفية الصورة مؤتتة بمياه أمواج البحر وهي تتلاطم مع الصخور، وحين كان زميله يستعد لتصوير اللقطة المناسبة بواسطة هاتف الضحية ،فاجأتهما موجة عالية ضربت الصخرة بقوة، وشكلت شلال أطاح بالزميل وجرف الضحية ليسقط في مياه البحر الباردة أسفل الصخرة، وحين وقف زميله على رجله الذي كان شاهدا على الحادث، كان الضحية الذي لا يجيد السباحة قد اختفى عن الأنظارفي أعماق مياه البحر في لمح البصر .
https://www.youtube.com/watch?v=CxoNfvPzLN8&feature=youtu.be
توصلت عائلة الضحية هاتفيا بالخبر المشؤوم، و انتقل حوالي أربعين شخصا من أفراد العائلة من بينهم أب الضحية وبعض الجيران إلى عين المكان، شكلوا فريقا يجوب منذ غرق الضحية كيلومترات من الشاطئ لعل وعسى تضهر جثة الضحية، في غياب مساندة أو دعم سواء من طرف السلطات المحلية أو الدرك الملكي، وغياب كلي لرجال الوقاية المدنية، باستتناء إطلالة صغيرة قامت بها بعض العناصر بعد إشعارها بحادث الغرق لتختفي عن الأنظار منذ يوم الأحد الماضي حسب تصريحات مجموعة من أفراد عائلة الضحية، الذين وجدوا المساندة والدعم فقط من طرف بعض السكان القاطنين بتجمع سكاني عشوائي قرب الشاطئ، الذين أووهم سواء في منازلهم أو داخل المسجد مع قيامهم بتقديم كافة الوجبات الغدائية لهم ، ورغم المصاب والألم اللذان يعتصران قلوب أهالي الضحية، فقد خفف هذا التصرف النبيل من طرف ساكنة الدوار نوعا ما من معاناتهم، جعل ألسنتهم لا تتوقف عن الشكر والإمتنان لعملية التآزر والتكافل اللتان لقيها من السكان، فيما يبقى كل أملهم هو العثور على الجثة قصد نقلها لمسقط رأس الضحية من أجل القيام بعملية الدفن
اترك تعليقاً