اكتشفت يوم أمس جثة “ماريس ولكنهورست ” أشهر مربية كلاب بالمغرب وهي ممددة بجانب سريرها، وذلك حين اقتحام منزلها من طرف مصالح الأمن والوقاية المدنية، بعد إشعارها من طرف بعض جيرانها الذين لاحظوا اختفائها عن الأنظار منذ يوم الأحد الماضي، مما يرجح فرضية أن الضحية قد لاقت حتفها في ذلك اليوم نتيجة جلطة دماغية حسب تقرير الطبيب الشرعي، الذي فند كل التكهنات التي راجت حول تعرضها للقتل، خصوصا بعض اكتشاف كدمة على رأسها اتضح أنها ناجمة عن سقوطها أرضا .
تعتبر” ماريس ولكنهورست ” أشهر مربية كلاب ليس على صعيد مدينة الدارالبيضاء فقط بل على الصعيد الوطني، هي معروفة جيدا لدى سكان مدينة الدارالبيضاء الذين يشاهدونها بين الفينة والأخرى، وهي تتجول رفقة مجموعة من الكلاب بوسط العديد من أحياء وشوارع البيضاء، وكانت وجهتها المفضلة أثناء التجوال مع كلابها هي ساحة مسجد الحسن الثاني بالبيضاء خصوصا في شهر رمضان الأبرك، طريقة لباسها الشبيه البوهيمية تحيل أحيانا لمن لا يعرفها بكونها متشردة ، خصوصا أنها تظهر فقط بصحبة كلابها ولا تدخل في حوارات جانبية مع بعض المواطنين الذين يحاولون الدردشة معها، وهو ما جعلها أحيانا ضحية للسب والقذف من طرف بعض البيضاويين ، الذين لا يتحملون رؤيتها وهي تسير برفقة مجموعة من الكلاب قد تدخل الرعب والهلع في نفوسهم ونفوس أطفالهم علما أن كلابها كانت مسالمة ، كما كانت تدخل أحيانا في مشادات كلامية مع بعض المتشردين الذين يحاولون إيذاء كلابها ، حيت كانت تمطرهم بوابل من السباب بلغة ألمانية وأحيانا بكلمات بالفرنسية،.
عن قصة استقرارها بالمغرب، قال بعض الذين يعرفونها أن أصلها من ألمانيا، وكانت قد حلت بالبيضاء منذ سنوات خلت لزيارة إحدى العائلات، زيارة ستتحول لإقامة دائمة بعد أن عشقت الدار البيضاء وسكانها،واستقرت في إحدى المنازل معتمدة على مداخيل مالية ومعاشات كانت تتلقاها من إحدى الشركات التي اشتغلت بها بألمانيا ، وظلت تعيش وحيدة، كانت ديانتها هي البودية التي علمتها شيء واحد هو أنها خلقت في الدنيا من أجل المساعدة والعطاء والتضحية وليس من أجل الكسب، لذلك كانت حياتها بسيطة لم تغير من نمطها إلى أن غادرت الدنيا وهي في حوالي السبعين من العمر، تاركة ورائها مجموعة من الكلاب والقطط التي لا شك أنها ستظل وحيدة ولو بين أيادي أخرى، بعد أن فقدت إلى الأبد أعز إنسان عندها.
اترك تعليقاً