مفاجأة من العيار الثقيل كانت في انتظار العيد من الباعة صباج هذا اليوم الجمعة بالسوق العشوائي المتواجد بشارع المختار السوسي، الذي يتوسط حي الأمل 1 وحي الزهور بمركز عين حرودة، وصدمة قوية أخرست ألسنتهم وهم يعاينون مختلف سلعهم من الخضر متناثرة وسط الشارع، وقد تعرضت للخراب سواء تلك التي كانت موضوعة فوق الطاولات أو التي كانت مكدسة في الصناديق، بعد أن عمدت آلة ( تراكس ) حوالي الساعة السادسة صباحا والتي كانت مدعومة بشاحنة تابعة لجماعة عين حرودة وأربع سيارات للقوات المساعدة وتحت إشراف قائد الملحقة الإدارية الأولى، إلى هدم كل الأعشاش البلاستيكية التي كانت توجد السلع بداخلها، وهو ما جعل باعة السوق ينددون بالعملية، واصفينها بالتعسفية والغير قانونية والتي تسببت لهم في خسائر مادية جسيمة،بعضهم ما زال يؤدي أقساطا مالية بخصوصها إلى بعض الأبناك، علما أن أغلبهم مسؤولون عن إعالة العديد من الأسر، وقد نظم هؤلاء الباعة بعد جمع شتاتهم وقفة احتجاجية أمام السوق للتعبير من أجل شجبهم واستنكارهم لهذه العملية محملين المسؤولية لقائد الملحقة الإدارية الأولى ، وكاد شارع المغرب العربي أن يعرف نفس المصير، لولا التدخل المناسب لأغلب الباعة بعد آن تلقوا اتصالات هاتفية من مجهولين، يطالبونهم بالقدوم من أجل جمع سلعهم التي تتنوع بين الملابس الجاهزة والمكسرات والفواكه وغيرها وهو ما مكنهم من تجنب خسائر مالية مهمة.
[embedyt] http://www.youtube.com/watch?v=XMWq-BekBRQ[/embedyt]
من جانب آخر عبر العديد من المواطنين وأرباب وسائل النقل وسكان جل الأحياء بمركز عين حرودة عن تأييدهم للعملية، لكونهم ضاقوا درعا بالمشاكل التي خلفها الباعة الذين استحودوا واستولوا حسب تصريحاتهم على كافة المنافذ والطرقات بمركز عين حرودة، متسببين في إغلاق شوارع بأكملها عبر نصبهم خيام بلاستيكية على جانبي شارع المغرب العربي وشارع المختار السوسي ،وتسببوا في خسائر فادحة للعديد من أرباب الخدمات والتجار ،وأضرار بليغة لسكان العمارات الذين أصبحوا محاصرين من أجل الولوج لمساكنهم، كما أصبح من المستحيل دخول سيارات الإسعاف وشاحنات الإطفاء لإنقاذ بعض الأرواح والممتلكات.
مسؤول بعمالة المحمدية ، أوضح في تصريح صحفي ل ” ميديا لايف ” ،أن العملية تدخل في إطار تطبيق الفصل 80 من القانون 12.90 الذي نص على تحرير الملك العمومي ، وفتح المنافد والمناطق المحتلة، معتبرا بان الباعة تحولوا من جائلين إلى مستقرين ،والدليل في ذلك هو تلك الكميات الهائلة من الخضر التي يتركونها داخل الأعشاش بعد انصرافهم، موضحا بأنه تم إنذارهم لعدة مرات من أجل تحرير الملك العمومي لكنهم كانوا يرفضون ، وأفاد مستشار بالجماعة بأنه سبق للجنة مشكلة من الباعة والسلطة والجماعة أن عقدت اجتماعا موسعا مع باعة الخضر، تم بموجبه توفير فضاء لهم مابين السكة الحديدية وحي الأمل 1، من أجل عرض سلعهم به ووافقوا على ذلك بمحض إرادتهم وانتقلوا لهذا المكان بعد أن وفرت لهم الجماعة الإنارة العمومية، لكنهم شرعوا في العودة تدريجبا لشارع المختار السوسي ليحتلوه بالكامل.
اترك تعليقاً