أصبح مكتب البريد الذي يتوسط مدينة السمارة بمحاذات مقر الكتابة العامة التابع لعمالة الإقليم، يعج بالمواطنين الذين يقصدونه من أجل قضاء مآربهم،  وبات يعرف اكتظاظا منقطع النظير يصل أحيانا إلى طابور إنتظار خارج فضاء المكتب،  في ظل إكراهات تتسم بضيق البنايـة الحالية ومحدوديـة الأطر البشرية العاملة به، وهو أمر ينعكس سلبا على مستوى جودة الخدمات المقدمة، ويشكل ضغط كبير ومتزايد على هذه المؤسسة العمومية المتعددة الخدمات. وكذلك في ظل ارتفاع الكثافة السكانية للمدينة، أكثر من 70.000 ألف نسمة، ومن خلال النمو الديموغرافي الذي تشهده مدينة السمارة،  وظهور أحياء جديدة، أضحى يملي بإلحاح على السلطة المحلية والمجالس المنتخبة بالتدخل، لإحداث وكالات فرعيــة بمخيم الربيب والگايز و وحي العودة، خصوصا وأن هناك من يقطـع عدة كيلومترات من أجل الوصول لمقر الوكالــــة، وهو أمر أصبح غير مقبول إطلاقا في ظل التوسع العمراني الذي عرفتـه المدينة في السنوات العشر الأخيـرة.

كلها عوامل تحتم على السلط المحلية بالدفع نحو برمجة إحداث مركز بريد ثاني و ثالث موزعة عبر النفوذ الحضري للعاصمة الدينية والعلمية للأقاليم الجنوبية، وكذا تخفيف العبء الحاصل على موظفات وموظفي المكتب الوحيد واليتيم بالمدينة،  ويساهم في تطوير الخدمات ويوفر مناصب شغل جديدة للمعطلين من أصحاب الشهادات من أبناء الإقليم .