خلق الخصاص المهول والنقص العددي في الشغيلة الصحية بعين حرودة، تدمرا واسعا في صفوف السكان وفي صفوف قلة من الأطباء والممرضين بالمركز الصحي عين حرودة ،مما يجعل الأجواء تتوتر أحيانا بينهم وبين المرضى والزوار، لأن ظروف العمل لم تعد تساير العدد الهائل من الزوار الذين يتزايدون يوما عن يوم، بسبب كثرة المشاريع السكنية المنجزة ، فيما يتقلص الأطباء والممرضون تدريجيا بعد خروجهم للتقاعد دون تعويضهم بأطر أخرى.
فقد أصبح العديد من المرضى والزوار يستغربون لوجود ممرضتين فقط بالمستوصف الصحي عين حرودة ، اللتان أصبحتا تعيشان في وضع لا يحسد عليه ، لكونهما أصبحتا تتكلفان بكافة المهام المتعلقة بالتطبيب من أولها إلى آخرها ، حيت يشاهدهما الجميع وهما تتنقلان بين كافة القاعات المتواجدة من أجل الأستجابة لطلبات المرضى والزوار، وسط زحام وضجيج لا يطاقان ونشوب أحيانا بعض المناوشات بين النساء بسبب حق الأسبقية، دون الحديث عن المعاناة التي يكابدنها هؤلاء اللواتي يظطرن للإنتظار لعدة ساعات ، قبل حلول موعدهن لأخد الحقن لهن أولأطفالهن أو الأدوية أو تتبع مراحل الولادة عند أطبائهن الذين بدورهم لا يتعدى عددهم 4 أطباء .
أما مستوصف بيكي، فهذا شأن آخر أد لا يعقل أن تتواجد به ممرضة واحدة فقط بدون وجود أي طبيب أو طبيبة ، تسهر بدورها على الأستجابة لطلبات سكان العديد من الدواوير المتواجدة بالقرب من المستوصف، وهذه الدواوير يفوق عدد سكانها عدد سكان مركز عين حرودة ، والغريب في الأمر أن طبيبة كانت تشرف على هذا المرفق لكن تم نقلها من طرف المديرية الجهوية إلى مدينة الدارالبيضاء بدون وجود أي حركة انتقالية أو مشاركتها فيها ، وهو ما يطرح أكثر من سؤال حول سبب إقدام المديرية الجهوية للصحة بالدارالبيضاء على هذا الٌإجراء الذي هو أولا مخالف للقانون ، وثانيا زاد من تأزيم الوضع بهذا المستوصف .
كان بالإمكان التخفيف عن المعاناة التي يعانيها الأطباء والممرضتان بالمركز الصحي عين حرودودة، لو تم فتح المستوصف الصحي بديار المنصور بمشروع المدينة الجديدة زناتة، الذي أنجزته شركة ” تهيءة زناتة ” وسلمته لوزارة الصحة منذ سنوات خلت، لكن هذا المستوصف البالغ مساحته 600 متر بطابقين ، مازالت غرفه خالية تعشش في أركانها حاليا الرتيلاء، وتحت ضغط أحد الجمعيات الحقوقية قامت مؤخرا لجنة مشكلة من السلطات المحلية ومندوبية وزارة الصحة بزيارته وتفقده، دون معرفة نتائج هذه الزيارة هل بالفعل هناك نوايا حسنة لفتحه في وجه سكان؟ ، أم فقط زيارة لدر الرماد في العيون وامتصاص غضب السكان؟ .
من جانب آخر طالب العديد من سكان الدواويرالمتواجدين بالقرب من مستوصف بيكي من مندوبية وزارة الصحة بالمحمدية، بانتداب طبيب من المركز الصحي عين حرودة، وتعيينه بالمستوصف لكون المركز الصحي يوجد به حاليا 4 أطباء، وأن نقص واحد منهم لن يكون له أي تأثير على العمل ، بل أن تواجد طبيب بمستوصف بيكي سيخفف نسبيا العبء عن زملائه بالمركز الصحي .
اترك تعليقاً