اقدم صيدلاني يدعى (كمال.ض) في أواخر عقده الثالث، على قتل دركي يعمل بسرية درك بن سليمان، بطريقة داعشية، ظهيرة أول امس الخميس، بغابة بن سليمان، على بعد ثلاثة كيلومترات من مركز المدينة. وعلمت الصباح من مصادر عليمة، أن الجاني من أبناء إقليم بن سليمان وبالضبط (بدوار البصاصلة) جماعة الزيايدة، يعمل صيدلانيا بمدينة أزيلال، متزوج من مغربية وأخرى من دولة كندا، قام بالإجهاز على الدركي المسمى قيد حياته (سعيد.ل 46 سنة)، رتبته مساعد يتحدر من مدينة بن سليمان، متزوج وأب لطفلين ولد يبلغ من العمر 15 سنة يتابع دراسته في السنة الثالثة إعدادي، وطفلة تبلغ 11 سنة تدرس بالمستوى الخامس ابتدائي. بعدما قام بذبحه بطريق رجالات داعش، بعد أن قتام بذبحه من الوريد إلى الوريد، كما تم طعنه بأنحاء مختلفة من جسده (الوجه، اليدين) الأمر الذي لم يترك له فرصة للنجاة. ولم يتوقف المتهم عند هذه الجريمة، بل انه انتقل إلى المنطقة التي ازدان فيها وحاول الإجهاز على عمه، قبل أن يتحول إلى منطقة كاليفورنيا، حيث يوجد منزل أسرته ليعنف والدته التي أصابها إصابة خطيرة، كما عنف شرطية داخل مخفر الشرطة بالبيضاء.
العثور على الجثة .. من طرف راعي غنم
https://www.youtube.com/watch?v=Q8dG2kU891w
في حدود الواحدة والنصف من ظهيرة يوم الحادثة، عثر على الضحية من طرف راعي بالغابة مرميا على بطنه بالقرب من شجرة للبلوط الفليني، ودمائه تغطي مساحة كبيرة من الأرض بلغت محيط دائري قطره عشرة امتار. روعه مشهد الضحية، غير انه بمجرد ما أن اقترب وشاهد البدلة الرسمية للدركي، حتى اسرع مهرولا في اتجاه المدينة، حيث اخطر كل من صادفه في طريقه إلى أن وصل إلى مركز الدرك، حيث أخطرهم بما شاهدت عيناه، الأمر الذي استنفر العناصر الدركية التي انتقلت على الفور حيث وجدث مسرح الجريمة يقف فوقه العشرات من ساكنة المدينة، الذين سبقوا الدرك من اجل اكتشاف الأمر، ليتم إبعاد الساكنة وقاموا بعملية تحديد لمسرح الجريمة. قبل أن يتم الاتصال بقائد سرية بن سليمان الذي اخطر القيادة الجهوية بسطات، التي استنفرت جميع مصالحها بما فيها عناصر الفرقة التقنية للدرك التي حلت بمكان الحادث في حدود الثالثة عصرا، حيث باشرت عملية تمشيط مسرح الجريمة والبحث عن كل ما يفيد في التحقيق للوصول إلى الجاني، قبل أن تشرع في اخذ مجموعة من الصور الفوطوغرافية للضحية.
عناصر المركز الترابي ببن سليمان تصل إلى أول خيوط الجريمة
https://www.youtube.com/watch?v=LapkhBmZGG8
في الوقت الذي كانت الفرقة التقنية للدرك تباشر مهامها بمسرح الجريمة، من خلال ترقيم الدلائل المادية والتي كانت عبارة عن عود تدخين خشبي (السبسي) الذي يستعمل في تدخين مادة الكيف، كيس صغير (مطوي) بها مادة الكيف يحكمها الضحية بقوة بين أصابع يده مما يوحي انه كان يستهلكها مع الجاني، مفاتيح منزل، هاتف محمول، أوراق ..، كان رئيس المركز الترابي للدرك ومساعد له قد توصلا إلى معلومة كانت أولى خيوط فك القضية، حيث سيتمكن أفراد المركز الترابي ببن سليمان، من الوصول إلى خيط كان سببا في التعرف على الجاني، بعدما علموا أن احد شهود عيان (حارس بمقبرة الولي الصالح بابن سليمان)، كان قد حل بسرية درك بن سليمان في حدود منتصف النهار واخطر الدركي الضحية أن شخص ينتظره بمقهى وسط المدينة، حيث توجه الدركي مباشرة بعد أن أنهى عمله في منتصف يوم الحادث. قبل أن يغادر رفقة الجاني على متن سيارة نوع (بيجو بارتنير) رمادية اللون تحمل ترقيم (72.ا. ) وهو ما مكن من معرفة الجاني.
مسرح الجريمة قبلة لكبار المسؤولين
عرف مسرح الجريمة فور انتشار الخبر بين المسؤولين، حضور كبار المسؤولين، حيث عاينت الصباح حضور كل من مصطفى المعزة عامل عمالة إقليم بن سليمان، ورئيس المحكمة الابتدائية ببن سليمان، ووكيل الملك بها، والقائد القيادة الجهوية للدرك بجهة الشاوية ورديغة سابقا، الذي استفز رجال الصحافة، بإعطاء أوامر لرجاله بمنع الصحافة من تغطية الجريمة حيث امر بحجز كاميرا الصباح على الرغم من التزامها بالمهنية بمسرح الجريمة. المكان عرف أيضا توافد العشرات من المسؤولين المحليين والإقليمين، بالإضافة إلى المئات من ساكنة المدينة.
تحديد هوية الجاني الذي كاد أن يرتكب ثلاثة جرائم أخرى في حق والدته وعمه وشرطية
أوردت مصادر عليمة للصباح، انه مباشرة بعد تحديد هوية الجاني، تلقت المصالح الأمنية بإشعار من السلطات المحلية بقيادة الزيايدة تفيد أن الجاني، توجه في حالة هيجان نحو احد المقالع بمنطقة الزيايدة كان في ملكيتهم قبل أن يتم بيعه إلى احد الأشخاص، وهناك دخل في مناوشات مع مجموعة من الأشخاص، قبل أن يتوجه صوب منزل عمه، الذي كان يشغل مهمة مدير مديرية العدل العسكري، التي تقاعد منها أخيرا، حيث عربد هناك قبل أن يصيب عمه بإصابات متفاوتة الخطورة نقل على اثرها صوب المستشفى، قبل أن يغادر المنطقة متوجها نحو منزل أسرته بمنطقة كاليفورنيا الراقية بالدار البيضاء، حيث بمجرد دخوله إلى المنزل، دخل في نوبة هيستيرية حادة.
حيث شرع في الصراخ داخل المنزل بأعلى صوته وهو يقول (قتلت جدارمي .. قتلت جدارمي)، مما دفع والدته إلى الاتصال بعناصر الشرطة، غير أن الجاني فاجأها ليعمد إلى تعنيفها هي الأخرى حيث ادخلها في غيبوبة تطلبت نقلها إلى المستشفى، قبل أن يصيب أشخاص أخرين داخل المنزل، قبل أن تحضر عناصر الشرطة التي اعتقلته على الرغم من المقاومة الكبيرة التي بداها.
ولم ينتهي عنف الجاني في المنزل بل نقله إلى مفوضية الشرطة، حيث أصاب شرطية بضربة قوية داخل مقر المفوضية، حيث أكدت المصادر داتها أن يكون الجاني تحت تأثير الأقراص المهلوسة. التحقيقات الأولية تكشف أن الجاني كان يريد قتل شخص اخر غير الضحية. مباشرة بعد اعتقال الجاني، ووصول الخبر إلى سرية درك بن سليمان، توجهت فرقة دركية على راسها قائد القيادة الجهوية، الذي تسلم المتهم من الشرطة، بالإضافة إلى السيارة التي كانت مملوءة بالدماء بالإضافة إلى سلاح الجريمة، ليتم اقتياده مباشرة إلى سرية درك بوزنيقة.
حيث تم تسليمه هناك إلى عناصر الفرقة الوطنية بالرباط، التي باشرت البحث معه، حيث توصلت الفرقة الوطنية أن المتهم، مريض نفسيا وسبق أن كان يعالج بمصحة نفسية بالبيضاء، وانه توقف عن تناول العقاقير لمدة شهرين، كما كشف البحث الأولي مع المتهم انه كان يريد تصفيه صهره(اسماعيل.ل) الذي يعمل دركي بمركز تكوين الدرك الملكي بمطار بن سليمان، وهو برتبة مساعد، حيث قام بالاتصال به، وضرب معه موعد من اجل لقاءه بابن سليمان، غير أن صهره تخلف عن الموعد ليتوجه نحو الضحية الذي تربطه بدركي مركز التكوين علاقة صداقة كبيرة.
وأشارت مصادر الصباح أن المتهم اعترف بكل ما ارتكبه من جرائم، حيث من المحتمل أن تحيل الفرقة الوطنية المتهم على الخبرة الطبية لتأكد من السلامة العقلية للمتهم، قبل أن تتم إحالته على النيابة المختصة.
كمال الشمسي عن الصباح
اترك تعليقاً