مازال الحزن يخيم بأركان منزل مولاي التهامي والد ليلى التي لفظت أنفاسها بمصحة بالبيضاء يوم الأحد الماضي جراء إصابتها بفيروس “إش1 ان 1 ” المعروف بأنفلونزا الخنازير،خيمتان كبيرتان نصبتا داخل ضيعة والد الضحية المتواجدة بجماعة الشلالات بالمحمدية، واللتان شهدتا منذ مواراة جثمان الراحلة بضريح مولاي بوشعيب بنفس المنطقة توافد عدد من المعزين من مختلف المدن المغربية، جاؤوا لمواساة عائلتها في هذا المصاب الذي ألم بهم وترك غصة في حلق والدها الذي مازال يطرح العديد من الأسئلة محاولا استيعاب ما وقع لإبنته قبل وبعد موتها، لكن دون أن ينتظر من مخاطبه الجواب، لأنه كان بعدها يحملق بعينيه في السماء وكأنه ينتظر جوابا من الآخرة، خصوصا أنه كان يشعر بمرارة تعصر قلبه بعد أن تخلت وزارة الصحة العمومية حسب قوله عن تحمل مسؤولياتها، والكشف عن كل الحقائق المحيطة بمرض ابنته التي استمرت تكابد وتعاني من مضاعفات فيروس “اش1ان1 لمدة تزيد عن عشرين يوما، أغلبها قضتها في غيبوبة قبل أن تسلم أنفاسها ويتم إخراجها من المصحة يوم الاثنين وهي جثة هامدة، مقابل مبلغ مالي قدره 15 مليون سنتيم و3000 آلاف درهم ضخه بحساب المصحة.
مولاي التهامي لم يفهم لحد الساعة السر الكامن وراء خروج ابنته من غيبوبة لمدة يومين قبل أن تدخل فيها إلى الأبد،خصوصا عندما انطبقت نفس الحالة على سيدة أخرى كانت ترقد بجوارها بغرفة الإنعاش جعلت زوجها يعتقد أن حالتها ستتحسن قبل أن تعود إلى ماكانت عليه، لمادا صمتت وزارة الصحة بعد وفاة ابنته ؟، لماذا لم تكلف أية جهة كمندوبية وزارة الصحة بالمحمدية ولو على الأقل القيام بزيارة العائلة لتنويرها بما وقع ؟،أسئلة من بين العشرات الأسئلة التي طرحا مولاي التهامي على نفسه أو مجالسيه ، قبل أن يستدرك بأن زيارة يتيمة قام بها عون سلطة لمنزلهم بالضيعة محاولا طرح بعض الأسئلة عليهم، قبل أن يمده الوالد بنسخة من التقرير الطبي الذي يبين بجلاء أن أبنته أصيبت بفيروس ” اش1 ان1 “،والذي صرح لموقع ” ميديا لايف ” بكونه ما كان ليتوصل بهذ التقرير لولا أنه زعم للطبيب المعالج بأنه سينقل ابنته إلى مستشفى عسكري وأن أحد الأطباء طلب منه الإتيان بتقرير طبي يشرح الوضعية الصحية لإبنته،لأنه كان يعلم أن الأطباء بالمصحة يمتنعنون عن تسليم تقارير لعائلات المرضى المصابين بالفيروس المذكور، والد الضحية كشف أنه بمجرد انتهاء فترة الحداد، سيوكل محامين من أجل رفع دعوى قضائية ضد وزارة الصحة العمومية ، وسيكرس ما تبقى من عمره لكشف كل الغموض المحيط بوفاة ابنته ليلى.
اترك تعليقاً