أحمد بوعطير
في سنوات السبعينيات والثمانينيات، بدأت بعض الأخبار تتسرب من هنا وهناك عبر بعض وسائل اٌلإعلام الدولية، كشفت فيها عن إقدام العديد من الدول الصناعية الأوروبية والأسيوية ، على طمر نفاياتها النووية بتراب بعض الدول العربية والإفريقية، تبعا لإتفاقات سرية موقعة في هذا المجال ، وبالفعل فبعد تحرك الآلة الإعلامية، وفضح ما كان يقع وراء ضهور مواطني الدول المعنية في الجانبين ،انتفضت بعض الجمعيات والمنظمات الدولية للمطالبة بوقف هذه العملية، نظرا لأضرارومخاطر الإشعاعات النووية التي قد تستمر لمئات السنين حسب خبراء في المجال .
وحيانا الله أنه بعد مرور حوالي 40 سنة على هذه الوقائع، تأبى جماعة بني يخلف بالمحمدية التي أصبح يسميها البعض بجماعة الفضائح إلا أن تنعش ذاكرتنا بقضية طمر النفايات، لكن هذه المرة ليس من دولة لدولة بل من مدينة لقرية.
أغلب سكان الجماعة أصبحوا يضعون أيديهم على قلوبهم، وهم يتساءلون ويستفسرون عن ما تحتويه هذه النفايات؟، وما هو مدى ثأتيرها على المجال البيئي حاليا أو في السنوات القادمة ؟، ولماذا بالضبط تم اختيار تراب جماعة بني يخلف؟، التي أصبحت أراضيها مشرعة فقط للغابات الإسمنتية بكل أنواعها وللمزابل والنفايات،والدليل على ذلك أن المطرح المشترك، الذي قال العديد من المسؤولين بالمحمدية عند قرب افتتاحه أنه يخضع لمجموعة من المواصفات الدولية للحفاظ على البيئة، سيتبين لاحقا العكس من خلال الروائح الكريهة التي تشم على مسافات بعيدة، إضافة إلى عصارة الأزبال التي تنساب بين بعض المجاري بمجموعة من الآراضي ، قد تسببت في نفوق العديد من الماشية ولوتت الفرشة المائية .
هي العديد من الأسئلة التي ستظل عالقة حول موضوع طمر نفايات المحطة الحرارية بالمحمدية ، بسبب التكتم الذي يحيط حوله، وفي غياب توضيحات شافية ومقنعة على الأقل، علما أن المغاربة فقدوا التقة في أغلب المسؤولين ، أولها ما هو نوع هذه النفايات وماهي الجزئيات التي تتشكل منها؟، وما هو مدى تأتيرها مستقبليا على المجال البيئي والفرشة المائية وغيرها؟ ، وما هي الإجراءات المتخدة عند نقلها إلى جماعة بني يخلف عندما سيصبح الأمر واقعا ؟، وأين كانت المحطة الحرارية بالمحمدية تتخلص من نفاياتها في السابق ؟،لأن الشركة لم تدخل أية تحسينات أو أجهزة صناعية في منشآتها لكي يمكن القول أنها البداية .
جماعة بني يخلف وضعت كناشا في هذا المجال، من أجل فتح البحث حول المنافع والأضرار بخصوص إحداث مطرح جديد لطمر نفايات تعود للمحطة الحرارية ، ( ONE ) و الذي سيستمر لمدة 20 يوما ابتداء من 11 شتنبر إلى غاية 30 منه ، وهناك بعض الأصوات بدأت تنادي بالتوقيع بالرفض في الكناش، وهي في اعتقادي واهمة في ذلك لأن وضع الكناش مجرد إجراء شكلي، ولو وقعه مئات السكان بالرفض ، فهناك أمور تجري في الخفاء لا يعلمها سوى الله، والدليل على ذلك أنه عند الإعلان عن مشروع المدينة الجديدة زناتة بعين حرودة ،وضعت جماعة عين حرودة كناشا لكشف المنافع والأضرار، وأن ألآف السكان وقعوا بالرفض، لأن أثمنة التعويض لم تكن مناسبة، ومع ذلك فقد خرج المشروع رغم مجموعة من الشكايات التي رفعتها الجمعيات للعديد من المصالح المحلية والإقليمية والجهوية ،ورغم الطعون التي تقدم بها مجموعة من المحامين أمام المحاكم.

مواضيع قد تهمك





اترك تعليقاً