أحمد بوعطير
كان الله في عون عناصر الوقاية المدنية بمدينة المحمدية ، وكان الله كذلك في عون عناصر مصلحة حواذث السير، الذين ستنضاف إليهم محن ومتاعب أخرى هم في غنى عنها بسبب الحواذث التي ستتسبب فيها أغرب مدارة طرقية بمدينة المحمدية والنواحي ، المتواجدة على مستوى القنطرة الجديدة قرب منطقة المصباحيات .
من يتمعن في تشعبات الطرقات المتفرعة عن القنطرة التي يصفها البعض بالعجيبة والغريبة ، سيخرج بخلاصة واحدة، أن من أنجز هذه المدارة الطرقية أو ساهم فيها أو رسم تشعباتها مكانه سيكون السجن لا غير، لأنه لا يمكن لعاقل أن يتخيل حجم الأموال التي رصدت لهذه القنطرة ولا الدراسة التي أنجزت بخصوصها ، لكي يتم في الأخير إخراج مدارة طرقية صغيرة تشبه لعب الأطفال بسب ضيق طرقاتها ، التي تصلح فقط لمرور الثعابين والأفاعي التي تعرف كيف تجاري التواءاتها ، بينما سائقوا الشاحنات خصوصا المقطورة منها ، سيجدون أنفسهم يعانون الأمرين من أجل المرور عبرها وأغلب الشاحنات ستجد أنفسها مضطرة للصعود فوق الطوار، وهم ما سيجعل العديد من الأرواح تتساقط بها كما وقع يوم أمس الأحد ، حيت أرسلت شاحنة صاحب دراجة نارية للمستشفى من أجل تلقي العلاجات الضرورية .
السؤال المطروح هو من يتحمل مسؤولية إنجاز هذه المدارة الطرقية ؟ هل المقاولة المشرفة عليها ؟ أم مكتب الهندسة؟ أم جماعة المحمدية؟ أم عمالة المحمدية ؟ أم مديرية التجهيز والنقل ؟ أم مكتب الدراسات ؟ وما هو دور اللجان التي كانت تزور القنطرة وطرقاتها ؟ والبعض كان يتباهى بالتقاط صور قربها .
على العموم عمالة المحمدية بصفتها الجهة الوصية، أصبحت مطالبة بالتدخل العاجل لوضع حد لمهزلة هذه المدارة الطرقية ، حقنا للذماء ، وصونا للعديد من الأرواح التي ستتساقط تباعا، في حالة استمرار كل الجهات وكل المصالح المعنية في غض الطرف عن هذه المدارة العجيبة، التي أصبحت تتطلب بدورها خروج لجان محايدة لزيارتها وإنجاز تقارير في الموضوع، من أجل إحالة ملفها على القضاء لمتابعة كل من ساهم بقصد أو عن غير قصد في إخراج هذه المدارة المعتلة والمعاقة، والتي لهفت أموالا تعد بالملايين لتصبح فخا قاتلا لكل من يقترب منها.
اترك تعليقاً