اتخذت المؤسسة الملكية جملة من القرارات أعلنت عنها وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة خلال عيد العرش لهذه السنة، تتماشى والظروف التي تعرفها المملكة بسبب تفشي وباء “كوفيد 19″، ومن بينها تقديم الخطاب في موعده، وإعداد استقبال رمزي يوم الثلاثين من يوليوز، وتأجيل جميع الأنشطة والاحتفالات التي كان مرتقبا أن تقام.
ومن بين الإجراءات أيضا التي تحمل دلالات عميقة، تأجيل حفل الاستقبال الذي يترأسه الملك محمد السادس، وحفل أداء القسم للضباط المتخرجين الجدد من مختلف المدارس والمعاهد العسكرية وشبه العسكرية والمدنية وحفل تقديم الولاء.
وحسب الأستاذ والباحث رشيد لزرق، فإن دلالات هذا القرار تجد تفسيراتها في السلوك المواطن للمؤسسة الملكية، مشيرا إلى أنه ومنذ انطلاق حملة مكافحة كوفيد 19، أظهرت المؤسسة الملكية سقفا عاليا من المواطنة الملتزمة، عبر اتخاذ سلسلة إجراءات أبهرت مختلف العواصم ومراكز البحوث، وكان لها الفضل في تجنب المغرب سيناريوهات الأسوأ”.
وذكر المحلل السياسي في تصريح إعلامي ، أن الملكية في المغرب من أعرق الملكيات في العالم؛ فهي تمثل العمق التاريخي للأمة المغربية، لهذا فإن تفاعلها مع الشعب، يكون مباشرة ولا يحتاج لوساطة”. مضيفا “إلغاء احتفالات عيد العرش ليس فقط جانبا احترازيا، بل هو تفاعل متجدد مع الشعب في مواجهة مختلف المحن التي يشهدها الشعب المغربي، باعتبارها رمز وحدته”.
وفي ظل جائحة “كورونا”، يضيف المتحدث، فإن “المؤسسة الملكية في علاقاتها بعموم المغاربة، الذين تجمعهم بها علاقة العمق التاريخي والرمز الشعبي الذي له دور هام في توحيد الرأي العام، حرصت على التواصل في شكل بلاغ من الديوان الملكي، وهو ما يظهر نوعا من المرونة تماشيا مع متطلبات المحيط الاجتماعي، وتأكيدا على أهمية التفاعل بين المؤسسة الملكية والشعب في السراء والضراء”.
اترك تعليقاً